18 May, 2010

أما آن لمهرجان جرش أن يعود




Article written by Mahmoud AlKhatib on February 17th 2010

عمون - محمود الخطيب - ان صحت الاخبار المتواترة والتسريبات حول عدم اقامة مهرجان الاردن هذا العام لاسباب تتعلق بالعجز المالي، فهذا يعني ان توقعاتنا التي اشارت الى موت المهرجان في مهده قبل عامين قد اصابت ، خاصة مع المستوى البياني الذي بدأ به المهرجان في سنته التجريبية والتي اشرفت عليها هيئة تنشيط السياحة وقيل انه كلف ما ينوف عن (32 مليون دولار) واكتفى وقتها بجلب مجموعة كبيرة من نجوم الغناء العربي والعالمي.

والعام الماضي هبط الخط البياني للمهرجان الذي اشرفت عليه وزارة الثقافة لعدة اسباب من اهمها تقليص الميزانية الى (3 مليون دينار) فضلا عن سوء توزيع الفعاليات وفوضى التنظيم ما ادى فعليا الى انتهاء المهرجان بمجرد نهاية حفل فنان العرب محمد عبده، رغم ان اجندة الفعاليات وقتها كانت تشير لاكثر من عشرة ايام من الانشطة التي لم يحضرها احد.

من هذا الباب اقترح على دولة رئيس الوزراء سمير الرفاعي، باعادة احياء "مهرجان جرش" الذي علقته حكومة نادر الذهبي قبل ثلاثة اعوام، رغم ان كل المؤشرات اوحت بالغاءه، فمهرجان جرش طيلة سنين عمره الخمس والعشرين لم تصل ميزانياته والدعم الحكومي المقدم له، الى ما صرفه مهرجان الاردن في دورته التأسيسية، رغم ان "جرش" اصبح ماركة مسجلة باسم الفن والثقافة والتاريخ، كما ان اسم الاردن يرتبط به من النواحي التسويقية والسياحية والفنية والثقافية.

منبع كلامي، ليس حنينا فقط لايام "جرش" وذكرياتنا فيه، بل لاعادة احياء جزء مهم من تاريخنا الراسخ، فـ"جرش" لم يقصر يوما في حمل خطاب الدولة الاردنية للعالم، وكانت ساحاته ومدرجاته موطنا للحوار مع الاخر ولتبادل الثقافات وللتواصل مع العالم، فمن ينكر ان اشهر واعرق الفرق الفلكلورية العالمية، واكبر نجوم الفن كانوا يتسابقون للحلول ضيوفا عليه.

اعتقد ان الوقت مناسب، لاتخاذ مثل هذا القرار، وان تحجج البعض بأن المهرجان بحاجة لتحضير، فأقول: ان اجتهدنا باخلاص سنقيم دورة هذا العام من "جرش" وستكون الدورة السادسة والعشرين مميزة لانها تحمل الامل، في ذهني بعض التصورات لاقامة دورة هذا العام، فمثلا بامكان وزارة الثقافة ان تنظم برنامجا ثقافيا وادبيا وفلكلوريا لعرضه على المسرح الشمالي ومسرح ارتيمس والساحة الرئيسية في مدينة جرش الاثرية، وبامكان رئاسة الوزراء بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة ان تعهد حفلات المسرح الجنوبي لقناة فنية مهمه كـ "روتانا" او عائلية بامتياز كـ (mbc) بأن تمنحها حق بث واقامة الحفلات واستقطاب النجوم، مقابل مبلغ مالي يتم الاتفاق عليه، وبمجرد انقضاء الدورة الحالية يتم التحضير للدورة المقبلة، فعلينا ان لا نيأس، حتى لو اقيم المهرجان في اسبوع واحد فقط.

مهرجان جرش.. كان يصدر رؤيتنا الحضارية والثقافية، كما كان فاتحا ذراعيه دائما للحياة، فمسارحه ضمت مئات الالاف من التواقين للفرح، الذي اكتسبوا معارف شتى من الفعاليات العالمية التي كانوا يحضرونها، كما كان متنفسا حقيقيا للمواطن الاردني الباحث عن الفرح، فمهرجان جرش ليس فقط المسرح الجنوبي "موطن نجوم الغناء"، بل كان ايضا مسرحا للطفل "ارتيمس" ومسرحا للادب "الشمالي" وساحة لعرض ثقافات العالم "الساحة الرئيسية"، فهذه دعوة لرئيس الوزراء علنا نعيد رسم البسمة على وجوه الاردنيين من خلال "جرش.. بوابة الفرح".


Join Jerash Festival back to life-معا.. لاعادة مهرجان جرش للحياة Facebook Page.

No comments:

Post a Comment