02 June, 2010

محمود الكايد 1933 - 2010

يا «سلْطُ» يا أُمَّ المدائنَ ، يا التي

منها تَخيّرت السَّماءُ نجُومَها


شمسُ المعارفً ما تزالُ تبثّ في

أرواحًنا أنوارَها وغُلومَها


كم مُبدًعْ أَنْجبتً للأرضً التي

أحببتً عانَقَها وباسَ أديمَها



من هو محمود الكايد الحياصات؟

ولد محمود الكايد في مدينة السلط عام 1933، حيث نشأ وترعرع ودرس في مدرسة السلط الثانوية، وفيها كوّن خلفية سياسية تأثر فيها بالمعلمين في المدرسة، فانتسب للحزب الشيوعي.

وقاده نشاطه الحزبي إلى الاعتقال عدة مرات، لا سيما في فترة الاضطرابات السياسية التي اشتعلت في الفترة (1953-1957)، إلى أن أطلق سراحه ومجموعة من الشيوعيين من معتقل الجفر في عام 1965 بموجب قانون العفو العام في عهد حكومة الشهيد وصفي التل، ليلتحق بالعمل في دائرة المطبوعات والنشر.

وأعاقت السياسة التحاق المرحوم الكايد بالدراسة الجامعية المنتظمة، حيث التحق بجامعة دمشق بين عامي 1968 و1970 لدراسة الحقوق، لكن ظروف حرب أيلول حالت دون إكمال دراسته.

وخلال عمله المطبوعات انتدب للعمل محررا في جريدة القدس، التي كانت اتحادا لجريدتي الدفاع والجهاد، حيث استمر في العمل في دائرة المطبوعات والنشر حتى عام 1974، عندما عين مديرا لتحرير جريدة الرأي، بعد 3 سنوات من تأسيس الصحيفة.

ولم يحتاج أبو العزم سوى عامين حتى يتبوأ منصب رئيس التحرير، إثر تعيين سليمان عرار وزيرا في حكومة مضر بدران.

وفي الرأي، قاد ثورة مهنية وتقنية وضعت اسم الصحيفة كواحدة من أهم الصحف على مستوى المنطقة، ولم تحل ملكية الحكومة لها من وقفها عن الصدور 6 مرات، بسبب نشر الصحيفة لبيان شخصيات أردنية حول موقفهم من أحداث لبنان، ونشر خبر يتعلق بتعديل قانون التقاعد العسكري، ونشر خبر زيادة الرواتب للموظفين والقوات المسلحة ونشر خبر عن كتاب إسرائيلي يكشف مسيرة السلام المصري الإسرائيلي التي انتهت إلى كامب ديفيد، ونشر خبر آخر عن مقترحات سعودية وكويتية كانت تقضي بحل مجلس الوحدة الاقتصادية الكائن مقره في عمان، ونشر مقالات اعتبرها الحاكم العسكري ماسّة بالمصلحة العامة، في عهد الأحكام العرفية.

وبسبب آرائه في الصحافة التي كانت تغضب المسؤولين، أُقصي الكايد عن رئاسة تحرير "الرأي" ورئاسة مجلس إدارتها مرتين: "الأولى عام 1988 في حكومة زيد الرفاعي بموجب تعليمات الإدارة العرفية لعام 1967،وبعد سنة جاءت حكومة مضر بدران وألغت القرار، فيما كان الإقصاء الثاني كان في العام 1998، بعد أن عمل رئيسا لمجلس الإدارة ورئيسالهيئة التحرير في الفترة (1986-1998).

وبالإضافة إلى عمله الصحافي في "الرأي"، انتخب الكايد نقيبا للصحافيين لثلاث دورات، وكان مديرا عام للاتحاد الوطني، وعضو لجنة تنفيذية في الاتحاد، وعضو لجنة الميثاق الملكي.

ودخل الكايد الحكومة وزيرا للثقافة في عهد رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب بين عامي 2000-2001، وبعدها تقاعد بعد مسيرة حافلة في خدمة الوطن، تقلّد خلالها وسام الاستقلال من الدرجة الأولى ووسام الحسين للعطاء المتميز من الدرجة الأولى، وميدالية الحسين للتفوق الصحافي.

No comments:

Post a Comment